Thursday, September 17, 2009

اخناتون بين التوحيد و الهرطقة

انت الاله الاحد الذى وجد منذ الازل انت اية الحياة و موهب الحياة ولا حياة الا بك
ايها المشرق البهى القريب البعيد
يامن يشرق بجمالة في افاق السماء تعاليت
فامتد نورك ليضىء الكون كله
انت تدرك اخر الارض برغم ارتفاعك عنها لا تكاد تقذف
باشعتك حتى يتمزق رداء الليل
فاذا الناس تتهلل و اذا الناس ايقاظ
لانك بعثتهم و كل ما حولهم من رقاد
و تتحرك الخلائق من كل دابة . و اذا الماشية ترتع
كيف تشاء لانك اضأت لها الكون
و نشرت اشعتك التى تحيط بكل ما خلقت
فاذا بنورك ينضر ما في الارض من نبات و شجر
و تغادر الطير اوكارها لتضرب باجنحتها مسبحة بحمدك
و الاسماك تسبح فغى الماء تحت نور طلعتك
و ينفذ نورك الي اعماق الماء
ليهب الحياة لما بها من كائنات


امنحتب الرابع او كما هو معروف بأخناتون واحد من اكثر ملوك مصر القديمة التي يثار حولها جدلا كثيرا عرف قديما في عصر قدماء المصريين انفسهم انة مهرطق و حديثا كثرت النظريات حوله حتي انة هناك من يقول انة نبي من انبياء الله وذلك لشدة تشابة اناشيد اخناتون بمزامير داود وهناك من شطح فكرة الي القول بانة ابراهيم ابو الانبياء و هناك من قال انة كان مصاحبا لما لما ورد من تشابه بين الوصايا العشر و اناشيد اخناتون و هناك من شطح اكثر و اكثر و اتهم اخناتون انة كان شاذ .. هناك العديد و العديد من النظريات و الافكار و لكن لماذا كل هذا الجدل ..؟

- لم ينشاء اخناتون كمعظم ملوك الفراعنة نشاة عسكرية فلم يكن قائد في الجيش او محارب او هاوي للصيد مثل ابوة او حتي جدة تحتمس الثالث الذى يعرف بانة نابليون العصر القديم و الذى كان لا يقوي علي شد قوسه احد غيرة قط .. فعلي عكس ذلك نشاء اخناتون نشأت مفكرين فما ان بدء يستوي الرضيع حتي ارسلة والده الي "اون" لدي كبير مستشاريه و جدة ابو امة الملكة "تي" الوزير و الحكيم "يويا" ليتلقي العلم عنة و يكون يويا هو المشرف عن تربيته – و سريعا دون الخوض في شخصية يويا الذى تعبر مقبرته عن انة كان واحد من اكثر الوزراء ايمانا و حكمة و علوما هذا بجانب الحقيقة التي يقرها الكثير من العلماء الكبار بانة يويا هو نفسة النبي يوسف و هذا هو سر الفكر التوحيدي الذى اتي بة اخناتون – بجانب هذا عمل قوة البلاد و استقرارها علي خلق مناخ من الفكر لاخناتون فجعل منة ملكا مفكرا و فيلسوفا و ليس محاربا قائد للجيش – الامر الذى انعكس و عمد علي ما اعتقد ظهور لاول مرة في التاريخ الدولة الدينية او دمج الدين بالحكم و هو الامر الذى بدعه اخناتون.

يقودنا الحديث الي السؤال عن سر انقلاب كبار كهنة المعابد علي اخناتون و عدم تقبل الفكر الجديد؟
للاجابة علي السؤال علينا اولا ان نتعرف بالفلسفة و الفكر الجديد الذى دعا اليه اخناتون

- قام أخناتون بتوحيد الالهه و امر بعبادة آله واحد هو "آتون" والذى يرمز له بقرص شمس فى نهاية أشعته يد بشريه و حرم ان يعبد اي اله اخر غير "اتون"

- نصب اخناتون نفسه خليفة الآله آتون على الأرض فكان بذلك الوسيلة الوحيدة بين الآله آتون والشعب الامر الذى اضعف تماما اي وجود لكهنة المعابد الذين كانوا يقومون هم بذلك الدور و كان ذلك هو السبب الرئيسى لانقلاب الكهنة علي الديانة الوليدة الجديدة

- ولم يكتفي اخناتون بان قام بتقويض دور الكهنة بل وقام بأغلاق معابد الآلهه الأخرى ومحا اسم آمون ولفظ الآلهه بصيغة الجمع فى كل المعابد ما عدا رع

* و للاسف الشديد كانت الاسس التي بنا عليها اخناتون الدين الجديد هي نفسها مصدر ضعفها فاولا انقلاب الكهنة علية لم يكن بشىء في صالحة خصوصا و انة كان معروفا مدي نقوذهم و سطوتهم من جانب اخر توسيط نفسة ان يكون الوحيد بين الشعب و الاله جعل كل اتباعه بعد موته الي العودة لما كانوا علية و العودة الي طيبة مرة اخري و كان هذا امرا منطقيا فقد انقطعت الصله باتون

لمحات سريعة

- كان ولابد للديانه الجديدة ان يكون لها مركزا جديد بعيد عن كل المدن الوثنيه القديمة مدينة تكون منارة و نور الامر الذى دفع اخناتون الي بناء مدينة "اخيت اتون" و التي تعني افق اتون - تل العمارنة كما يطلق عليها حاليا - و التي كانت تحفة معمارية و يقال انة قد عاش فيها ما يقارب عشرون الف نسمة .

- تزوج اخناتون من نفرتيتي و التي اسمها كان يعني الجميلة اتت و كان من القابها جميلة الجمال الالهي و لم ينجب منها اي ذكور فقط ثلاث اناث و الشىء بالشىء يذكر هناك من يقول بان نفرتيتي لم تكن مصرية و كانت من احدي دول اسيا

- اتسم فن النحت في عصر اخناتون بالواقعية و الزهد بعيدا عن اي زخارف و يظهرا لنا هذا جليا في تماثيل اخناتون ، ففى تماثيله يظهر أخناتون بجمجمة ضخمة ووجه طويل وضيق وعينان ضيقتين وفمه ذو شفتين غليظتين وذقن مدببة وعنق طويل ويدان واطراف طويلة ويلاحظ ان الكتفين ضيقتان والوسط نحيل والحزض واسع والفخذين منحنيين مما يشعر بصورة أنثى لا صورة ذكر ، مما أثار العديد من النظريات عن هذه الحالة التى يظهر بها اخناتون

- وجدت لاخناتون مقبرة ملكية في اخيت اتون – تل العمارنة و تشير النقوش الي انة قد دفن بها ولكن لم يكن هناك اي وجود لمومياؤه و يعتقد اتباعه او خليفته توت عنخ امون قد خافوا من عبث الكهنة بة كنوع من الانتقام منة و حرمانة من حياته الأبدية فتضل روحه جسدها فنقلوا المومياء إلى مكان اخر امن

و اذا ماغربت في الافق الغربي
خيم علي الارض ظلام كالموت
و نام الناس في مضاجعهم و عصبوا رؤوسهم
و تخرج الاسود من عرينها و تزح الافاعى كي تلدغ
و يلف الظلام كل شىء
و يسكن العالم لان الذى خلقة قد ذهب ليستريح
فاذا ما اسفر الصبح حين تبزغ في الافق تدفع امامك الظلام و تهب اشعتك
فاذا مصر العليا و السفلي في عيد
الفه و استيقظ كل من عليهما ووقفوا علي اقدامهم حين رفعتهم
--
مراجع
  • اخناتون - للدكتور سيد كريم
  • غريب في وادي الملوك - احمد عثمان
  • طيبة - اثار الاقصر - تشارلز نيمس
  • معجم الحضارة المصرية القديمة

2 comments:

  1. بارك الله فيك
    لابد ان الكهنة هم الذين سيطروا فيما بعد كما سيطرت الكنيسة للمال و السلطة رغم معرفتهم الحقيقةو كذلك فعل اليهود و لا يجب أن ننسى أن قبل سيدنا يوسف كانت مصر أرض الكنانة و مهبط الوحي فلا ننسى صحف سيدنا سيث رابع إبن لسيدنا نوح و له أتباع في العراق حتى اليوم -الصابئة- و لا ننسى النبي إدريس المصري منذ أيام الفراعنة و سيدنا النبي عزير و كلهم أدوا واجباتهم الدعوية في مصر الفرعونية, لا بد أن نذكر أن عزير و زوجته آسيا هما من حولهما الفراعنة الى أسطورة أوزيريس و إيزيس و حوروس و عبدهم بنو اسرائيل... الحديث يطول و السؤال لماذا ينكرون أنبياء الله و يعلمون أن على الأقل النبي نوح هو نبي و تناقلت جميع الشعوب قصته و الطوفان و إن إختفت الحقائق الإلهية و ظهرت لفترات أخرى هذا لا يعني أن أخنتوت لم يعلم بها بعد تلقيه العلوم إياها و لماذا بقيت أسطورت جلجاميش و نشرت و لا يعترفون بالحق هل بنو اسرائيل هم الذين يضللون البشر بإنكار هذه الحقائق بموقعهم في بلاد العلوم و لماذ اسم نمرود التاريخي هو شمش و ليس شمس بالعرف الأوروبي للعلوم؟ أليس هو الفرق بين اللفظ العربي و الفظ اليهودي. بالتأكيد هناك تعتيم و لا إله الا الله , أكان أخناتون يعبد الله أو رع أو أتون فهي صعبة التأكيد و لكن يبقى موحداً متأثرا و لا بد بهداية الأنبياء المصريين أو هو أحدهم هذا لا يهم اليوم

    ReplyDelete
  2. بارك الله فيك
    لابد ان الكهنة هم الذين سيطروا فيما بعد كما سيطرت الكنيسة للمال و السلطة بإغراءآت جنسية و حياة أبدية مجانية..., رغم معرفتهم الحقيقة و كذلك فعل اليهود و لا يجب أن ننسى أن قبل سيدنا يوسف كانت مصر أرض الكنانة و مهبط الوحي فلا ننسى صحف سيدنا سيث رابع إبن لسيدنا نوح و له أتباع في العراق حتى اليوم -الصابئة- و لا ننسى النبي إدريس المصري منذ أيام الفراعنة و سيدنا النبي عزير و رسالة سيدنا ابراهيم لمصر و كلهم أدوا واجباتهم الدعوية التوحيدية في مصر الفرعونية, لا بد أن نذكر أن حقيقة سيدنا عزير و زوجته آسيا هما من حولهما كهنة الفراعنة الى أسطورة أوزيريس و إيزيس و حوروس و عبدهم بنو اسرائيل... الحديث يطول و السؤال لماذا ينكرون أنبياء الله منذ قبل الفراعنة و أيامهم و يعلمون أن على الأقل النبي نوح هو نبي و تناقلت جميع الشعوب قصته و الطوفان و إن إختفت الحقائق الإلهية و ظهرت لفترات أخرى هذا لا يعني أن أخنتوت لم يعلم بها بعد تلقيه العلوم إياها و لماذا نشرت أسطورة جلجاميش و نشرت و لا يعترفون بالحق؟ لماذا قامت الولايات المتحدة بتدمير المعالم التاريخية المهمة البابلية في العراق بطريقة منظمة ؟ وهل بنو اسرائيل و من يتبعهم لأجل السلطة و المال هم الذين لم يزالوا يضللون البشر بإنكار هذه الحقائق بموقعهم في بلاد "المصارف و العلوم" و لماذ اسم نمرود التاريخي هو شمش و ليس شمس بالعرف الأوروبي للعلوم؟ أليس هو الفرق بين اللفظ العربي و الفظ اليهودي. بالتأكيد هناك "تعتيم و بلبلة و تضييع" يعترف بها و بنشرها اليهود الملحدون و يصرحون بها و لا إله الا الله , أكان أخناتون يعبد الله أو إنكي أي رع أي أتون فهي صعبة التأكيد و لكن يبقى موحداً متأثرا و لا بد بهداية الأنبياء المصريين على الأقل أو هو أحدهم هذا لا يهم اليوم,

    ReplyDelete